abu Nawaf المدير العام
رقم العضوية : 1
الجنس :
عدد المساهمات : 186
تاريخ التسجيل : 24/03/2014
الموقع : مكة المكرمة
المزاج : معتدل
| موضوع: الخوف من الله يورث العبد الهداية والعلم ... الأربعاء مايو 28, 2014 12:02 am | |
| أولئك لهم الأمن
والخوف من الله يورث العبد الهداية والعلم والرضا، قال تعالى: (هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) وقال: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) وقال: (رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّه)ُ
ولا يتصور أن ينفك مؤمن عن خوفه من ربه وإن ضعف، ويكون ضعفه بحسب ضعف إيمانه ومعرفته.والخوف من الله يكون بمعرفة أسمائه وصفاته، وبمعرفة كثرة ذنوب العبد وجنايته على نفسه
فأخوف الناس لربه أعرفهم بربه وبنفسه ولذلك قال ـ صلى الله عليه وسلــم-: "والله أني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية" أخرجه البخاري (5/2263)
ولا شك أن معرفة أسماء الله وصفاته أساس إيمان العبد يقول: ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الفوائد (156): "فاحمل بنيانك على قوة أساس الإيمان، فإذا تشعث شيء من أعالي البناء وسطحه كان تداركه أسهل عليك من خراب الأساس، وهذا الأساس أمران: صحة المعرفة بالله وأمره وأسمائه وصفاته. والثاني: تجريد الانقياد له ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون ما سواه. فهذا أوثق أساس أسس العبد عليه، وبحسبه يعتلي البناء ما شاء، فاحكم الأساس، واحفظ القوة، ودم على الحمية، واستفرغ إذا زاد بك الخلط، والقصد القصد وقد بلغت المراد، وإلا فما دامت القوة ضعيفة والمادة الفاسدة موجودة والاستفراغ معدوم فاقرأ السلام على الحياة فإنها قد آذنتك بسرعة التوديع.. فيا من آمن بأن ربه سميع، كيف يسمعك وأنت تغتاب وتكذب وتنم وتسمع الحرام، أما آن لسمعك ولسانك أن يتقي ربه، ويامن يؤمن بأن ربه بصير كيف يبصرك على حرام وباطل وفي أماكن يبغضها، أما آن لك أن تقلع، وأين إيمانك بأنه معك، وأنه يراك، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، لحظاتك وخطراتك مطلع عليها، شديد العقاب، يغار أن تنتهك محارمه، وتضيع أوامره، جبار متكبر حي قيوم لا تخفى عليه خافية (ما غرك بربك الكريم)
فواعجباً كيف تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن إجابته، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تتعامل مع غيره، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه!! وأعجب من هذا، علمك أن لا بد لك منه وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب . | |
|