(( فوائد الحديث الرابع والعشرون من فضل الله على الناس ))فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله
عن أبي ذرٍّ الغِفَاريِّ - رَضِي اللهُ عَنْهُ - ، عن النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلّ أنَّه قالَ: ( يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلاَ تَظَالَمُوا. يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ , فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ. يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ. يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ. يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ. يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي. يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإِنْسَكُم وَجِنَّكُم كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ واحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ في مُلْكِي شَيْئًا. يَا عِبَادِي، لَوْ أنَّ أوَّلَكُم وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا. يا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ. يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا, فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ ). رواه مسلِمٌ.
الشرح :
الحديث أصل في الدلالة على كمال عدل الرب وغناه، وفقر العباد إليه قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- : " ينبغي أن يعرف أن هذا الحديث شريف القدر عظيم المنزلة، ولهذا كان الإمام أحمد يقول : هو أشرف حديث لأهل الشام، وكان أبو إدريس الخولاني إذا حدث به جثا على ركبتيه ".
وقوله r : (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا) فيه فوائد منها:
1- أن من السنة ما هو من كلام الله، وهو ما يرويه النبي r عن ربه، وهو ما يعرف بالحديث القدسي.
2- أن جميع الثقلين عباد لله مؤمنهم وكافرهم، وهذه هي العبودية العامة.
3- أن الله يوجب على نفسه ويحرم على نفسه.
4- تنزيه الله عن الظلم، ومن صوره أن يعذب أحداً بذنب غيره.
5- أن الظلم مقدور له.
6- الرد على الجبرية الذين يقولون إن الظلم من الله هو الممتنع لذاته، وإن كل ممكن فإنه يجوز على الرب تعالى.
7- إطلاق النفس على الله، والمراد بالنفس الذات.
8- تحريم الظلم بين العباد في الدماء والأموال والأعراض.
9- أنه يجب على العباد ترك ظلم بعضهم بعضاً لقوله: " فلا تظالموا ".
10- تحريم الظلم ابتداءً ومجازاة.
11- أن شرائع الله مبنية على العدل.
قوله (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ...) فيه فوائد منها:
12- أن الأصل في المكلفين : الضلال، وهو الجهل بالحق وترك العمل به، ويشهد لذلك قوله تعالى : {وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً} [الأحزاب : 72].
13- أن ما يحصل للعباد من علم أو اهتداء، فبهداية الله وتعليمه.
14- الإرشاد إلى طلب الهدى من الله لقوله : " فاستهدوني "، والهداية من الله نوعان :
- هداية البيان والإرشاد : وهي عامة لسائر المكلفين، وهي مقدورة للخلق كما قال تعالى::{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[ الشورى : 52].
- وهداية التوفيق لقبول الحق والعمل به : وهي هداية خاصة ولا يقدر عليها إلا الله عز وجل، قال تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) والهداية في هذا الحديث يحتمل أن تكون هي الهداية الخاصة ويحتمل أن تكون شاملة للنوعين، وهو أظهر، لقوله تعالى {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة : 6]
15- أن الدعاء سبب لهداية الله.
16- أن الهدى من الله وحده.
17- أن من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
18- الرد على القدرية في قولهم باستقلال العبد في إيمانه وكفره وهداه وضلاله.
وقوله r : (يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته .. )فيه فوائد منها:
19- تعريف العباد بفقرهم وحاجتهم إلى الله من جميع الوجوه.
20- فقر العباد إلى الله في طعامهم وشرابهم.
21- الإرشاد إلى طلب ذلك من الله.
22- أن الدعاء سبب لنيل ما عند الله.
23- مشروعية الدعاء في مطالب الدنيا والآخرة، وهو لا ينافي الأخذ بالأسباب الأخرى حسب السنن الكونية كالتجارة والزراعة والصناعة.
24- أن الله تعالى هو الذي يطعم العباد ويسقيهم، كما قال إبراهيم - عليه السلام - {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ }[الشعراء : 79]، وقال تعالى {أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ } [قريش : 4] وقال تعالى { كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ }[البقرة : 60]
25- أن كل طعام يحصل للعبد فهو بإطعام الله، ولو حصل على يد بعض العباد.
26- دفع القدر بالقدر، ومنه دفع الجوع بالدعاء وبالأكل.
27- أن من لم يطعمه الله فلا مطعم له.
وقوله : ( يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ)فيه فوائد منها:
28- فقر العباد إلى الله في كسائهم.
29- الإرشاد إلى طلب ذلك من الله.
30- مشروعية الدعاء حتى في منافع الدنيا من الطعام والشراب والكسوة.
31- أن الله هو الذي يكسو العباد بما يخلقه لهم وييسره بما يستر عوراتهم ويتجملون به كما قال تعالى :{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً}[الأعراف : 26].
32- أن ما يحصل للعبد من لباس وزينة فهو من الله ولو كان ذلك بسبب من الأسباب، أو على يد بعض العباد.
33- دفع القدر بالقدر، ومن ذلك دفع العري بالدعاء وبما يسر الله من اللباس.
34- أن من لم يكسه الله فلا كاسيَ له.
35- أن الهدى من الضلال أهم من الغذاء والكساء فبالهدى حياة الروح وسعادتها، وبالغذاء والكساء حياة البدن وجماله.
وقوله : ( يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ )فيه فوائد منها:
36- كثرة تعرض العباد للذنوب.
37- أن من صفات الله مغفرة الذنوب.
38- أنه سبحانه وتعالى يغفر جميع الذنوب لمن تاب، ويشهد لهذا الحديث من القرآن قوله تعالى { قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً }[الزمر : 53] والمراد لمن تاب.
39- الأمر بالاستغفار وأنه سبب المغفرة، فإن كان الاستغفار متضمناً للتوبة كان الوعد بالمغفرة وعداً محققاً، وإن لم يكن متضمناً للتوبة فالوعد بالمغفرة مقيد بالمشيئة وذلك فيما دون الشرك كما قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء : 48] فإن الله يغفر لمن يشاء ويتوب على من تاب.
وقوله : ( يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي )فيه فوائد منها:
40- أن الله تعالى لا تنفعه طاعة المطيعين ولا تضره معصية العاصين.
41- أنه تعالى لا يلحقه ضرر في ذاته وأسمائه وصفاته ولا في أفعاله ولا في ملكه، بل الضرر ممتنع في حقه بخلاف الأذى فإنه جائز عليه سبحانه وواقع من بعض العباد بما يقولون أو يفعلون مما يكرهه سبحانه كما قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ }[الأحزاب : 57] وقال تعالى في الحديث القدسي " يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر. وقال r " ليس أحد أصبر على أذى سمعه من الله تعالى ".
42- كمال غناه سبحانه عن عباده، فلم يخلقهم ليتقوى بهم من ضعف، أو يتكثر بهم من قلة، أو يتعزز بهم من ذلة، بل خلقهم لعبادته، كما قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{56} مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ{57} إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} ) [الذاريات : 56 – 58]
وقوله: ( يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإِنْسَكُم وَجِنَّكُم كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ واحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ في مُلْكِي شَيْئًا. يَا عِبَادِي، لَوْ أنَّ أوَّلَكُم وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا. يا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ) فيه فوائد منها:
43- أن تقوى العباد كلهم لا يزيد في ملك الرب شيئاً.
44- أن فجور العباد كلهم لا ينقص من ملكه شيئاً.
45- أن متعلَّق التقوى والفجور القلب.
46- كمال غناه سبحانه عن العباد.
47- أن أمره تعالى ونهيه تعود مصلحته إلى العباد، فمنفعة طاعاتهم ومضرة معاصيهم لهم وعليهم.
48- أن ما عنده سبحانه لا ينفد بكثرة العطاء، بل لا ينقص ما عنده مهما بلغ عطاؤه للسائلين.
49- تصوير هذه المعاني وتقريبها بالفرض والتقدير.
50- الترغيب في سؤال الله جميع الحوائج مع حسن الظن وقوة الرجاء.
51- تقريب المعاني بضرب الأمثال، وفي الحديث شاهد لتأكيد المدح بما يشبه الذم في قوله " إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ".
52- أن الاجتماع على الدعاء من أسباب الإجابة كما في صلاة الاستسقاء والجمعة والعيدين.
وقوله : ( يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا, فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ ) فيه فوائد منها:
53- إثبات فعل العبد، والرد على الجبرية.
54- إحصاء الله لأعمال العباد كما قال تعالى :{ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ }[المجادلة : 6] وقال تعالى {هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }[الجاثية : 29].
55- أن الغاية من إحصائها هو الجزاء عليها.
56- مجازاة الله العباد بأعمالهم، وتوفيتهم جزاءها.
57- أن جزاء الإحسان الإحسان، وجزاء السوء بمثله، كما قال تعالى {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى }[النجم : 31].
58- أن من أحسن وجد جزاءه خيراً، ومن أساء وجد جزاءه شراً.
59- أن من أحسن فبتوفيق الله، وجزاؤه فضل من الله فله الحمد.
60- أن من أساء فلا حجة له على الله، وما صار إليه من الشر فبسبب نفسه قال تعالى:{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا } [النساء : 79] وقد أخبر سبحانه وتعالى أن أهل الجنة يحمدونه إذا دخلوها، وأن أهل النار يعترفون بذنوبهم قال تعالى عن أهل الجنة{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ }[الأعراف : 43] وقال عن أهل النار { َفاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ }[الملك : 11] وقال سبحانه {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ }[المؤمنون : 106]
61- أن من بلاغة الكلام التصريح بالمحبوب الممدوح والإبهام في المكروه، لقوله : ( فمن وجد خيراً ) و ( ومن وجد غير ذلك) ونظيره ما تقدم في حديث النية ( فهجرته إلى الله ورسوله ) وفي الآخر : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ).