النهي عن قتل النملة والنحلة والضفدع والصرد والهدهد .
وروى البيهقي عن سهل بن سعد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم { نهى عن قتل خمسة النملة والنحلة والضفدع والصرد ، والهدهد } .
النملة
-------------------------
النحلة
-----------------------------
الضفدع
--------------------------
طائر الصرد ( أبو العلاء )
-------------------------------
طائر الهدهد
وأخرج الإمام أحمد وأبو داود بإسناد حسن أنه صلى الله عليه وسلم { نهى عن قتل الضفدع } ( و ) يكره قتل ( صردان ) جمع صرد لنهي الشرع عن قتلها والصردان ( طير ) قال في حياة الحيوان الصرد كرطب هو فوق العصفور يصيد العصافير ، والجمع صردان قاله النضر بن شميل ، وهو أبقع ضخم الرأس يكون في الشجر نصفه أبيض ونصفه أسود ضخم المنقار له برثن عظيم يعني أصابعه عظيمة لا يرى إلا في شعفة الجبال ، أو في شجرة لا يقدر عليه أحد ، وهو شرير النفس شديد النفرة ، غذاؤه من اللحم وله صفير مختلف يصفر لكل طائر يريد صيده بلغته فيدعوه إلى التقرب منه ، فإذا اجتمعوا إليه شد على بعضهم ، وله منقار شديد ، فإذا نقر واحدا قده من ساعته وأكله .
وقد روى ابن قانع في معجمه عن أبي غليظ أمية بن خلف الجمحي قال { : رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى يدي صرد فقال : هذا أول طير صام عاشوراء } ، وكذلك أخرجه أبو موسى قال الحاكم : وهو من الأحاديث التي وضعها قتلة الحسين . قال في حياة الحيوان هو حديث باطل رواته مجهولون ، وقال الحافظ ابن رجب في كتابه لطائف المعارف ومن أعجب ما ورد في عاشوراء أنه كان يصومه الوحش ، والهوام . روي مرفوعا أن { الصرد أول طير صام عاشوراء } خرجه الخطيب في تاريخه وإسناده غريب ، وقد روي ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه .
وحكم هذا الطير تحريم الأكل لما روى سيدنا الإمام أحمد رضي الله عنه وأبو داود وابن ماجه وصححه عبد الحق عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم { نهى عن قتل النملة والنحلة ، والهدهد والصرد } .
والنهي عن القتل دليل على الحرمة ، إذا علمت [ ص: 67 ] ما ذكرت لك من الدليل والتعليل ظهر لك أنه يكره ( قتل ذين ) يعني الضفدع والصرد ( و ) يكره أيضا قتل ( هدهد ) بضم الهاءين ) وإسكان الدال بينهما هو طائر معروف ذو خطوط وألوان ، وكنيته أبو الأخبار وأبو ثمامة وأبو عباد ويقال له الهداهد قال الراعي : كهداهد كسر الرماة جناحه .
والجمع الهداهد بالفتح ، وهو طير منتن الريح طبعا ويروى عنه أنه يرى الماء في باطن الأرض كما يراه الإنسان في باطن الزجاج وزعموا أنه كان دليل سليمان عليه السلام على الماء ، وبهذا السبب تفقده وتقدم ذلك في فوائد بر الوالدين .
حكاية في قول الهدهد لسليمان عليه السلام : أنت وعسكرك في ضيافتي ( نكتة ) حكى القزويني أن الهدهد قال لسليمان عليه السلام : أريد أن تكون في ضيافتي . قال : أنا وحدي ؟ قال : لا أنت وأهل عسكرك في جزيرة كذا في يوم كذا . فحضر سليمان بجنوده فطار الهدهد فاصطاد جرادة وخنقها ورمى بها في البحر ، وقال : كلوا يا نبي الله من فاته اللحم ناله المرق ، فضحك سليمان وجنوده من ذلك حولا وفي ذلك قيل شعر :
جاءت سليمان يوم العرض هدهدة أهدت له من جراد كان في فيها وأنشدت بلسان الحال قائلة
إن الهدايا على مقدار هاديها لو كان يهدى إلى الإنسان قيمته
لكان يهدى لك الدنيا وما فيها
ذكر ذلك في حياة الحيوان .